Syria; Alternative Dialogues
Syria; Alternative Dialogues
ضمور الدولة في سوريا: حوار مع هاروت أكدديان حول الطائفية والعنصرية والتغيير المؤسسي في الدولة
حلقة جديدة من بودكاست سوريا: حوارات بديلة، مع هاروت أكدديان، باحث زائر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة ولاية بورتلاند، ومحلل برامج في وحدة الحقوق المدنية بوزارة العدل في ولاية أوريغون.
يتحدث أكدديان عن تجربته الشخصية مع النزاع السوري، وتأثيرها على مساره الأكاديمي والبحثي،
كما يناقش هاروت تصاعد العنف تجاه اللاجئين السوريين حول العالم بما في ذلك في لبنان وتركيا، مسنداً المشكلة الأساسية إلى الإفلاس السياسي وانعدام وجود سياسات بناءة للتعامل مع أزمة اللاجئين، واصفاً الخطاب الشعبوي والعنصري بأنه وسيلة للتعبئة السياسية بدلاً من تقديم حلول حقيقية في هذا المجال.
كما يعرفنا أكدديان على كتابه "ضمور الدولة في سوريا - الحرب والمجتمع والتغيير المؤسسي"، والذي يتناول أزمة الثقة بالدولة، بشكل عام، من خلال تحليل أثرتراجع قدرة الدولة على تلبية احتياجات المجتمع، ويناقش الكتاب عواقب تفكك الدولة، مشيراً إلى أن تجربة سوريا توضح أن تفكك الدولة يمكن أن يؤدي إلى ظهور بدائل قد تكون أشد قسوة، فخلال الحرب السورية، أدت الفوضى وتفكك الدولة إلى نشوء كيانات تابعة لمجموعات مسلحة مثل داعش وهيئة تحرير الشام، والتي تبنت بدورها أنماطاً من الحكم تشبه الدولة الحديثة في بعض جوانبها، لكنها بقيت ضعيفة في تقديم الخدمات العامة.
وتحدث أكدديان عن اقتصاد الحرب وتوسع الشبكات الدينية بالتوازي مع تراجع دور الدولة، حيث توسعت هذه الشبكات واندمجت في المجتمع بسبب أخذها أدوار مختلفة، أهمها قدرتها على تلبية الاحتياجات المحلية في بعض الأحيان، وتحملها مسؤليات مجتمعية مثل التعليم وتوزيع الموارد والمساعدات الإنسانية. ولعبت الشبكات الدينية دوراً اساسياً في هيكلة السلطة المحلية في مواجهة سياسات الموت والتجويع والاستنزاف ضمن ظروف الحرب.
وفي موضوع الطائفية، يتحدث أكدديان عن السردية الطائفية في سوريا، بأنها لم تكن فقط نتيجة لتسليط الضوء على الانقسامات الدينية والإثنية، بل كانت أيضاً أداة في الصراع والتجاذبات السياسية، موضحاً أن اختلاف تجارب السوريين في بلاد اللجوء يزيد من الانقسام بينهم.
ويركز أكدديان على أهمية إنتاج المعرفة حول الخطاب السياسي عامة، والتغيير المؤسسي، لفهم التغيرات التي تحدث مجتميعاً ومؤسسياً، وأن صياغة سياسات بديلة بحاجة لدراسات أكثر عمقاً حول دور المؤسسات وعلاقة الدولة بالمجتمع.
وأختتم أكدديان حديثه في إضاءته على أهمية خلق شبكات للتعاون بين الباحثين في الشأن السوري من أطر بحثية مختلفة، من أجل تطوير مناهج وأطر بحثية جديدة وتنظيم العملية البحثية بشكل مؤثر وخلق واقع جديد.
عن الضيف:
هاروت أكدديان، هو محلل برامج في وحدة الحقوق المدنية بوزارة العدل في ولاية أوريغون، وباحث زائر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة ولاية بورتلاند.
يحمل أكدديان درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة نيو إنجلاند، أستراليا. لديه خلفية أكاديمية واسعة، تشمل درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة هيغازيان في لبنان، ودرجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة الأمم المتحدة للسلام في كوستاريكا.
شغل سابقاً العديد من المناصب بحثية والأكاديمية المتنوعة، بما في ذلك زميل باحث في مركز حقوق الإنسان في كوستاريكا، وزميل بحث ما بعد الدكتوراه في جامعة أوروبا الوسطى، ومستشاراً بحثياً لمنظمات ومراكز أبحاث، بما في ذلك لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ومركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت.
ألف أكدديان كتابه "State Atrophy in Syria: War, Society and Institutional Change" الذي يقدم تحليلًا دقيقًا لسيطرة الدولة والطائفية وتفكك السلطة الحكومية في سوريا، مسلطاًالضوء على الديناميكيات المعقدة لهذه العمليات. يُعتبر الكتاب مساهمة مهمة في الأدبيات المتعلقة بسوريا، حيث يفتح آفاقًا جديدة للبحث من خلال تطبيق مفهوم الضمور على الدولة السورية.
يمكنكم الاطلاع على مراجع الحلقة بزيارة موقعنا الإلكتروني هنا.